The Ancient City of Qalhat
.
T
مدينة قلهات التاريخية
شهدت هذه المدينة في الماضي حضارة عمانية عريقة كونها أول عاصمة لعمان قبل الإسلام وكانت في القرن الثالث عشر الميناء التجاري الرئيسي الرابط ما بين الداخل والخارج، وتعد هذه المدينة شاهداً على حضارة عظيمة عريقة لكنها منسية في التاريخ والجغرافيا وفي الزمان والمكان، كانت الطبيعة أقسى عليها من الإنسان فحولتها إلى أكوام من الحجارة متناثرة تمتد لعشرات الكيلومترات من شاطئ البحر، لبيوت قديمة سقطت على ساكنيها، أسوار كان الغرض منها تحصين المدينة، ويقال ان المدينة تعرضت لهزة أرضية في القرن الرابع عشر فدمرتها كما أنها تعرضت للغزو البرتغالي حتى تم طردهم في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، وتوجد أثار المدينة في المنطقة الشرقية
ويعود تاريخ مدينة قلهات إلى العصر البرونزي، وقد كانت قلهات محط أنظار العالم في ذلك الوقت بسبب كونها أول عاصمة لعمان قبل الإسلام، كما أنها وبسبب المميزات العديدة التي تزكي موقعها الفريد والمتميز وكمدينة هامة وميناء متميز كانت لها ميزة الاستقطاب للرحالة والمستكشفين والباحثين عن المعرفة.
ومن آثار المدينة ضريح بيبي مريم ( ويقصد بـ بيبي "الحرة") يقال بأنها امرأة كبيرة السن قامت بعمارة المسجد ، فيما أشارت بعض المصادر التاريخية إلى أنها كانت حاكمة قلهات إبان حكم ملك هرمز (قطب الدين يمتهن) وعند مدخل الضريح يوجد ســرداب يؤدي إلى ممرات تحت أرضية الضريح.
جهود جبارة تبذلها وزارة التراث لبعث «أمجاد قلهات القديمة -عندما تقرر أن تخط حرفا واحدا عن قلهات، لن يكون بوسعك أن تتجاهل التاريخ الممتد في الأعماق قيد أنملة، وربما ستنسى كل شيء ولن تقف إلا عند تموجات التاريخ التي ما زالت تحتفظ بألوانها القزحية. وإذا كانت حضارة قلهات تعد من أهم الحضارات التي تعاقبت على السلطنة فإن ثمة الكثير من مفردات الحضارة التي ما زالت مدفونة تحت التراب وتحت تعاقب الأزمنة على المكان الواحد.
تحت تلك الأكوام المتراكمة للحضارات شهدت الأبجدية ولادتها الأولى في الألف الثالث قبل الميلاد، كما يشير بعض الباحثين الذين يستدلون بأدلة وآثار لا تنقصها القوة والتثبت. وإذا كانت الحضارة القلهاتية التي ما زالت فوق الأرض توضح بجلاء التطور الكبير الذي كانت عليه المدينة التاريخية فإن ما هو تحتها سيكشف الكثير من المفردات الحضارة التي تداعت ذات تقلب وغضب للطبيعة وتغير في مجرياتها.
كل ذلك الثراء وتلك الحضارة التي لا حدود لامتداداتها الزمانية التي تصب في المكان الواحد جعلت وزارة التراث والثقافة تولي المدينة القديمة جانبا مهما لبعثاتها الأثرية التي تستهدف بعث الحضارة المدفونة.
كان ذلك عام 2003 عندما بدأت أولى المساعي للكشف عن مكنونات الموقع ونظمت الوزارة حفرية بالتعاون مع المستر توم فوسمر رئيس البعثة الايطالية استمرت حوالي شهرين حيث تم الكشف عن أساس لمبنى يحتوي على عدة غرف متجاورة.
واليوم وبعد مضي ذلك الزمن تحققت الكثير من أهداف البعثات الأثرية. وان البحث أن البعثة استطاعت بعث طرقات المدينة،ودهاليزها حيث تم تنظيف حوالي 373 مترا من تلك الطرقات فيما يستمر البحث بشكل حثيث وجاد. ويساعد أيوب البوسعيدي سعيد الجديدي أخصائي الآثار. ويؤكد أيوب وسعيد أن طرقات المدينة ظهرت للعيان لأول مرة بعد أن كانت على الخريطة فقط.
ومن الأشياء التي يتحدث عنها أيوب وسعيد بفرحة كبيرة ظهور جزء كبير من سور المدينة الذي يستطيع الزائر أن يراه بسهولة ويسر حيث تم الكشف عن 246 مترا من السور من أصل 420 مترا وهو طول السور من أحد أجزاء المدينة.
ومن الآثار التي استطاع الفريق الكشف عنها ثلاثة أبراج واصحة من أصل سبعة أبراج بعضها نصف دائرية، وبعضها الآخر دائري، و تتميز الأبراج بوجود سلالم في داخلها تفضي إلى خارج المدينة.
وكان فريق أثري فرنسي قد عمل في الموقع ووضع الخرائط فيما تولى فريق أثري عماني بعث اُار والكشف عنها. ويقول أيوب أن الزائر يستطيع أن يسير بسهولة ويسر في المدينة القديمة ويتعرف على ملامحها الواضحة.
يذكر أن مشروع قلهات يشمل جانبين مختلفين وتفاصيل مُكملة وهما الدراسة الأثرية العلمية واستخدام الموقع كمنتزه أثري.
وكانت البعثات التي نقبت في قلهات تهدف من عملياتها التنقيبية تسليط الضوء على فترة ما قبل الإسلام في السلطنة، وأسطورة (مالك بن فهم الأزدي) وتأسيس مدينة قلهات. والمساعدة على فهم التطور التاريخي للمدينة والمنطقة خلال القرون الوسطى، وفترات الازدهار والاضمحلال، وفترات السلام والحرب. والحصول على المزيد من المعلومات عن شبكات التبادل التجاري التي جرت في المرفأ وتاريخ التجارة في المحيط الهندي في تلك الفترة، وذلك من خلال التحليل التفصيلي للمادة الأثرية (خاصة الفخار) المكتشف في الطبقات الأثرية. والكشف عن الحدود الخارجية الكاملة، وبالتدريج التنظيم الاجتماعي والتوزيع المكاني، والحياة اليومية لمدينة عمانية كبيرة في فترة القرن 14-16م، حيث ان كل المباني التي تنتمي لهذه الفترة تشاهد بوضوح على السطح الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب.
وفي شهر نوفمبر من عام 2008 نفذت أعمال الحفر الأولى للبعثة الفرنسية وجاءت بنتائج مثيرة جدا. حيث اكتشاف مسجد الجمعة في المنطقة القديمة من المدينة قرب البحر، وآثار بناءين متعاقبين. المبنى الأقدم يمكن أن يكون المسجد الذي وصفه ابن بطوطة في القرن الرابع عشر الميلادي، أما الثاني فهو عبارة عن الضريح الذي قامت ببنائه بيبي مريم في عام 1300م تقريبا وتم تزيينه بقراميد مزججة وجميلة من القاشان، وعلى الأرجح أن المبنى العلويّ هو المسجد الذي تعرض للحرق في فترة طرد البرتغاليين من المدينة عام 1508م، وللمسجد سبعة صحون ومحراب ومنبر، تم تزيينه المسجد بكسر من البلاطات التي أعيد استخدامها من المباني السابقة، والتي ربما تعرضت للتدمير من بواحدة من الزلازل التي ذكرت في نصوص القرن الخامس عشر الميلادي. وأظهرت الخنادق التجريبية في الحفر الأثري أن استيطان المدينة بدأ في القرن الثاني عشر الميلادي تقريبا. ولذلك، على الأرجح يوجد مسجد واحد على الأقلّ أقدم فترة مدفون مبنى ضريح بيبي مريم.
ومن الحفريات الأثرية التي تم تنفيذها في مناطق أخرى من قلهات، كانت في الجدران المحصنة، وعلى الأخص، البوابة الشمالية للمدينة ، فرن لحرق الفخار يؤرخ إلى القرنين 15/14 الميلادي حيث اظهر ولأول مرة الإنتاج الحرفي المحلي خلال فترة العصور الوسطى، وبيت كبير مصاحب للمسجد، ويمكن اعتبار أن جميع هذه العناصر المعمارية جاهزة لعمليات الترميم. حيث أنها أمدتنا بكميات كبيرة من الفخار المستورد من دولٍ مثل الصين والهند، والتي تشهد على وجود شبكات تجارية دولية كانت تزاول نشاطها في مرفأ هذه المدينة. وبدعمٍ من مجموعة شركة توتال الفرنسية تم إجراء مسح طبوغرافي شامل للموقع.
ونظرا لقلة الوثائق المكتوبة عن تاريخ قلهات وعدم وضوح الصورة حول هندسة المباني ومكونات المدينة التاريخية فقد تم التباحث حول كيفية الحصول على المعلومات التي تمد بدراسة مقارنة بالمباني المشابهة في مدينة هرمز التي تنتشر فيها مبانٍ مثيلة للشواهد الأثرية في قلهات كالأضرحة، وخزان المياه، وتقوم بعثة إيرانية بإجراء بحوث مقارنة حول هذا الأمر.
يستطيع القارئ أن يتخيل بجموح كل تلك الجهود الجبارة التي تبذل في سبيل بعث ذلك التراث العريق الذي يختبئ تحت أكوام التراب الذي خلفته الحضارات المتعاقبة على المدينة، ورغم ذلك ما زال الكثير والكثير عصيا على الكشف وعصيا عن البعث، الأمر الذي ينبئ أن الأيام القادمة في تاريخ البحث والتنقيب في المنطقة ستكشف الكثير من الخطوط الغامضة في تاريخ مدينة قلهات.
تحت تلك الأكوام المتراكمة للحضارات شهدت الأبجدية ولادتها الأولى في الألف الثالث قبل الميلاد، كما يشير بعض الباحثين الذين يستدلون بأدلة وآثار لا تنقصها القوة والتثبت. وإذا كانت الحضارة القلهاتية التي ما زالت فوق الأرض توضح بجلاء التطور الكبير الذي كانت عليه المدينة التاريخية فإن ما هو تحتها سيكشف الكثير من المفردات الحضارة التي تداعت ذات تقلب وغضب للطبيعة وتغير في مجرياتها.
كل ذلك الثراء وتلك الحضارة التي لا حدود لامتداداتها الزمانية التي تصب في المكان الواحد جعلت وزارة التراث والثقافة تولي المدينة القديمة جانبا مهما لبعثاتها الأثرية التي تستهدف بعث الحضارة المدفونة.
كان ذلك عام 2003 عندما بدأت أولى المساعي للكشف عن مكنونات الموقع ونظمت الوزارة حفرية بالتعاون مع المستر توم فوسمر رئيس البعثة الايطالية استمرت حوالي شهرين حيث تم الكشف عن أساس لمبنى يحتوي على عدة غرف متجاورة.
واليوم وبعد مضي ذلك الزمن تحققت الكثير من أهداف البعثات الأثرية. وان البحث أن البعثة استطاعت بعث طرقات المدينة،ودهاليزها حيث تم تنظيف حوالي 373 مترا من تلك الطرقات فيما يستمر البحث بشكل حثيث وجاد. ويساعد أيوب البوسعيدي سعيد الجديدي أخصائي الآثار. ويؤكد أيوب وسعيد أن طرقات المدينة ظهرت للعيان لأول مرة بعد أن كانت على الخريطة فقط.
ومن الأشياء التي يتحدث عنها أيوب وسعيد بفرحة كبيرة ظهور جزء كبير من سور المدينة الذي يستطيع الزائر أن يراه بسهولة ويسر حيث تم الكشف عن 246 مترا من السور من أصل 420 مترا وهو طول السور من أحد أجزاء المدينة.
ومن الآثار التي استطاع الفريق الكشف عنها ثلاثة أبراج واصحة من أصل سبعة أبراج بعضها نصف دائرية، وبعضها الآخر دائري، و تتميز الأبراج بوجود سلالم في داخلها تفضي إلى خارج المدينة.
وكان فريق أثري فرنسي قد عمل في الموقع ووضع الخرائط فيما تولى فريق أثري عماني بعث اُار والكشف عنها. ويقول أيوب أن الزائر يستطيع أن يسير بسهولة ويسر في المدينة القديمة ويتعرف على ملامحها الواضحة.
يذكر أن مشروع قلهات يشمل جانبين مختلفين وتفاصيل مُكملة وهما الدراسة الأثرية العلمية واستخدام الموقع كمنتزه أثري.
وكانت البعثات التي نقبت في قلهات تهدف من عملياتها التنقيبية تسليط الضوء على فترة ما قبل الإسلام في السلطنة، وأسطورة (مالك بن فهم الأزدي) وتأسيس مدينة قلهات. والمساعدة على فهم التطور التاريخي للمدينة والمنطقة خلال القرون الوسطى، وفترات الازدهار والاضمحلال، وفترات السلام والحرب. والحصول على المزيد من المعلومات عن شبكات التبادل التجاري التي جرت في المرفأ وتاريخ التجارة في المحيط الهندي في تلك الفترة، وذلك من خلال التحليل التفصيلي للمادة الأثرية (خاصة الفخار) المكتشف في الطبقات الأثرية. والكشف عن الحدود الخارجية الكاملة، وبالتدريج التنظيم الاجتماعي والتوزيع المكاني، والحياة اليومية لمدينة عمانية كبيرة في فترة القرن 14-16م، حيث ان كل المباني التي تنتمي لهذه الفترة تشاهد بوضوح على السطح الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب.
وفي شهر نوفمبر من عام 2008 نفذت أعمال الحفر الأولى للبعثة الفرنسية وجاءت بنتائج مثيرة جدا. حيث اكتشاف مسجد الجمعة في المنطقة القديمة من المدينة قرب البحر، وآثار بناءين متعاقبين. المبنى الأقدم يمكن أن يكون المسجد الذي وصفه ابن بطوطة في القرن الرابع عشر الميلادي، أما الثاني فهو عبارة عن الضريح الذي قامت ببنائه بيبي مريم في عام 1300م تقريبا وتم تزيينه بقراميد مزججة وجميلة من القاشان، وعلى الأرجح أن المبنى العلويّ هو المسجد الذي تعرض للحرق في فترة طرد البرتغاليين من المدينة عام 1508م، وللمسجد سبعة صحون ومحراب ومنبر، تم تزيينه المسجد بكسر من البلاطات التي أعيد استخدامها من المباني السابقة، والتي ربما تعرضت للتدمير من بواحدة من الزلازل التي ذكرت في نصوص القرن الخامس عشر الميلادي. وأظهرت الخنادق التجريبية في الحفر الأثري أن استيطان المدينة بدأ في القرن الثاني عشر الميلادي تقريبا. ولذلك، على الأرجح يوجد مسجد واحد على الأقلّ أقدم فترة مدفون مبنى ضريح بيبي مريم.
ومن الحفريات الأثرية التي تم تنفيذها في مناطق أخرى من قلهات، كانت في الجدران المحصنة، وعلى الأخص، البوابة الشمالية للمدينة ، فرن لحرق الفخار يؤرخ إلى القرنين 15/14 الميلادي حيث اظهر ولأول مرة الإنتاج الحرفي المحلي خلال فترة العصور الوسطى، وبيت كبير مصاحب للمسجد، ويمكن اعتبار أن جميع هذه العناصر المعمارية جاهزة لعمليات الترميم. حيث أنها أمدتنا بكميات كبيرة من الفخار المستورد من دولٍ مثل الصين والهند، والتي تشهد على وجود شبكات تجارية دولية كانت تزاول نشاطها في مرفأ هذه المدينة. وبدعمٍ من مجموعة شركة توتال الفرنسية تم إجراء مسح طبوغرافي شامل للموقع.
ونظرا لقلة الوثائق المكتوبة عن تاريخ قلهات وعدم وضوح الصورة حول هندسة المباني ومكونات المدينة التاريخية فقد تم التباحث حول كيفية الحصول على المعلومات التي تمد بدراسة مقارنة بالمباني المشابهة في مدينة هرمز التي تنتشر فيها مبانٍ مثيلة للشواهد الأثرية في قلهات كالأضرحة، وخزان المياه، وتقوم بعثة إيرانية بإجراء بحوث مقارنة حول هذا الأمر.
يستطيع القارئ أن يتخيل بجموح كل تلك الجهود الجبارة التي تبذل في سبيل بعث ذلك التراث العريق الذي يختبئ تحت أكوام التراب الذي خلفته الحضارات المتعاقبة على المدينة، ورغم ذلك ما زال الكثير والكثير عصيا على الكشف وعصيا عن البعث، الأمر الذي ينبئ أن الأيام القادمة في تاريخ البحث والتنقيب في المنطقة ستكشف الكثير من الخطوط الغامضة في تاريخ مدينة قلهات.
للمدن التاريخية القديمة مكانة كبيرة، خاصة التي كانت منارة أنارت الطريق أمام المدن الأخرى التي ظهرت وازدهرت بعدها.
المدن القديمة أو المنسية التي يطلق عليها هكذا أحياناً تنتشر على الشواطئ وفي طرق القوافل، ومن أشهرها تلك التي كانت مرفأ الزمان والمكان لحقبة كاملة ولعبت دوراً كبيراً في الحياة الإنسانية، وهي مدينة قلهات الواقعة في المنطقة الشرقية من سلطنة عمان والتي حولتها مدافع وقنابل غزاة البر والبحر الى كومة من تراب وأنقاض، وعاد الزلزال وأكمل على ما تبقى حتى محيت آثار هذه المدينة ولم يبق منها إلا القليل الذي يدل عليها.
أول عاصمة: تعد قلهات أول عاصمة سياسية لعمان قبل الاسلام عندما اتخذها مالك بن فهم موطئ قدم مع وصول جيشه وخيله وفرسانه من اليمن فنزل فيها، وبدأ اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات للمعركة الشهيرة وهي “سلوت” التي اعتبرت واحدة من أمجد الايام العمانية في التاريخ، ومن خلالها كان النصر حليفه على مرزبان الفرس وملكهم دارا بن دارا.
ورغم مرور السنوات الطويلة وحتى الآن لم يعرف كيف وصل مالك بن فهم الى قلهات سواء كان بحراً أو براً، أو حتى لماذا اتخذها مقراً أو عاصمة له بعد انتصاره على الفرس؟ إلا أن الشيء المؤكد هو أن قلهات كانت مدينة قائمة بحصونها وقلاعها وأسوارها قبل لجوء مالك بن فهم اليها. كذلك يعيد البعض اختياره قلهات لتحرير عمان من الفرس لأسباب عسكرية واستراتيجية، منها وقوع المدينة في منتصف الطريق بين اليمن من حيث جاء والمناطق العمانية الاخرى التي كان يريد التوجه اليها، وهي الداخلية والساحلية من عمان.
وقد اتخذ مالك بن فهم قلهات عاصمة له بعد يوم “سلوت” وذلك قبل 2500 عام قبل الميلاد وبقيت كذلك حتى جاء الاسلام، ففقدت هذه المدينة مكانتها السياسية وبقيت لها أهميتها العسكرية حتى فترات طويلة.
رحالة: ياقوت الحموي في معجم البلدان وصفها بأنها “فرضة بلاد عمان” لكثرة السفن الراسية في مينائها. وكانت قلهات في ايام عزها ومجدها من أجمل المدن وأهم الموانئ البحرية في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب، ومن هنا أضحت محط أنظار الرحالة من الشرق والغرب. ومن أشهر الرحالة الذين زاروها، الرحالة الايطالي المشهور ماركو بولو وهو عائد من بلاد الصين في القرن الثاني عشر الميلادي. وأكد ما قاله من زارها قبله مناعة وتحصين وقوة. كما زارها الرحالة ابن بطوطة الذي أشار الى حسن اسواقها وازدهارها التجاري. ومنذ أكثر من مائة وعشرين عاماً خلت زار قلهات المعتمد السياسي البريطاني مايلز، إلا أنه لم ير من قلهات القديمة الا ما تبقى من آثارها بعد الدمار الذي شهدته قبل ثلاثمائة عام كما نقل عن لسان الناس الذين قابلهم.
ماركو بولو وصل الى المدينة عام 1290 وسماها “قلاياتي”، مشيراً الى انها مدينة كبيرة تقع على خليج قلاتو، وتخضع تلك المنطقة لسيطرة ملك هرمز الذي يلجأ اليها عندما تهاجمه وتضيق عليه الخناق دولة أخرى، للاحتماء بها نظراً لموقعها الحصين. وأشار بولو الى ان مرفأها أو ميناءها جيد وتصل اليه سفن كبيرة من السفن التجارية الهندية التي تبيع القماش والتوابل. وأشار الى وجود القلاع على مسافة من الشاطئ، كما ان هناك قلعة تقع في موقع منيع عند مدخل خليج فلاتو لا يستطيع مركب الدخول اليها أو الخروج منها الا بإذن. ويستطيع المقيم في الحصن ان يكتشف السفن التي تمر في المنطقة.
ابن بطوطة وصف المدينة كثيراً مشيداً بأسواقها ومسجدها الذي كانت جدرانه من الكاشاني، وكان مبنياً في مكان مرتفع. وهو من عمارة الصالحة “بيبي مريم” (معنى بيبي “الحرة”). وأشار الى حسن وجودة الاسماك وطرق شيه.
زلزال: ذكر مايلز عن الأهالي ان المدينة تعرضت لزلزال مدمر قبل ثلاثمائة عام، كان السبب الرئيسي في زوال حضارتها. وان كان المؤرخون العمانيون لم يشيروا اطلاقاً الى ما أصاب هذه المدينة من دمار وانهيار سواء بوساطة زلزال أو غير ذلك.
من أجمل الآثار في قلهات المسجد الذي سمي باسم “بيبي مريم”. وقد تراوحت الاقوال حول بيبي مريم هذه، فمنهم من يقول انها مريم بنت عمران، وآخرون قالوا انها حاجة كبيرة السن قامت ببناء المسجد، فيما اشارت بعض المصادر التاريخية الى انها كانت حاكمة لقلهات ابان حكم قطب الدين تمتهن ملك هرمز في اثناء زيارة ابن بطوطة لهذه المدينة.
قلهات كانت بوابة عمان وثغره القوي على بحر العرب، وكان من يسيطر عليها يسهل عليه دخول بقية المناطق العمانية. ومن هنا نجد سعي مالك بن فهم لجعلها نقطة ارتكاز له. كذلك نعلم لماذا سعى البرتغاليون لإخضاعها قبل احتلالهم ونزولهم الى شواطئ عمان، الا ان المدينة التي بقيت آثاراً بعدما تعرضت له تعود من جديد لتثبت ان المدن المنسية لا بد ان يتذكرها العصر الحديث، وها هي مدينة حديثة تضج بالحيوية والحداثة.
المدن القديمة أو المنسية التي يطلق عليها هكذا أحياناً تنتشر على الشواطئ وفي طرق القوافل، ومن أشهرها تلك التي كانت مرفأ الزمان والمكان لحقبة كاملة ولعبت دوراً كبيراً في الحياة الإنسانية، وهي مدينة قلهات الواقعة في المنطقة الشرقية من سلطنة عمان والتي حولتها مدافع وقنابل غزاة البر والبحر الى كومة من تراب وأنقاض، وعاد الزلزال وأكمل على ما تبقى حتى محيت آثار هذه المدينة ولم يبق منها إلا القليل الذي يدل عليها.
أول عاصمة: تعد قلهات أول عاصمة سياسية لعمان قبل الاسلام عندما اتخذها مالك بن فهم موطئ قدم مع وصول جيشه وخيله وفرسانه من اليمن فنزل فيها، وبدأ اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات للمعركة الشهيرة وهي “سلوت” التي اعتبرت واحدة من أمجد الايام العمانية في التاريخ، ومن خلالها كان النصر حليفه على مرزبان الفرس وملكهم دارا بن دارا.
ورغم مرور السنوات الطويلة وحتى الآن لم يعرف كيف وصل مالك بن فهم الى قلهات سواء كان بحراً أو براً، أو حتى لماذا اتخذها مقراً أو عاصمة له بعد انتصاره على الفرس؟ إلا أن الشيء المؤكد هو أن قلهات كانت مدينة قائمة بحصونها وقلاعها وأسوارها قبل لجوء مالك بن فهم اليها. كذلك يعيد البعض اختياره قلهات لتحرير عمان من الفرس لأسباب عسكرية واستراتيجية، منها وقوع المدينة في منتصف الطريق بين اليمن من حيث جاء والمناطق العمانية الاخرى التي كان يريد التوجه اليها، وهي الداخلية والساحلية من عمان.
وقد اتخذ مالك بن فهم قلهات عاصمة له بعد يوم “سلوت” وذلك قبل 2500 عام قبل الميلاد وبقيت كذلك حتى جاء الاسلام، ففقدت هذه المدينة مكانتها السياسية وبقيت لها أهميتها العسكرية حتى فترات طويلة.
رحالة: ياقوت الحموي في معجم البلدان وصفها بأنها “فرضة بلاد عمان” لكثرة السفن الراسية في مينائها. وكانت قلهات في ايام عزها ومجدها من أجمل المدن وأهم الموانئ البحرية في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب، ومن هنا أضحت محط أنظار الرحالة من الشرق والغرب. ومن أشهر الرحالة الذين زاروها، الرحالة الايطالي المشهور ماركو بولو وهو عائد من بلاد الصين في القرن الثاني عشر الميلادي. وأكد ما قاله من زارها قبله مناعة وتحصين وقوة. كما زارها الرحالة ابن بطوطة الذي أشار الى حسن اسواقها وازدهارها التجاري. ومنذ أكثر من مائة وعشرين عاماً خلت زار قلهات المعتمد السياسي البريطاني مايلز، إلا أنه لم ير من قلهات القديمة الا ما تبقى من آثارها بعد الدمار الذي شهدته قبل ثلاثمائة عام كما نقل عن لسان الناس الذين قابلهم.
ماركو بولو وصل الى المدينة عام 1290 وسماها “قلاياتي”، مشيراً الى انها مدينة كبيرة تقع على خليج قلاتو، وتخضع تلك المنطقة لسيطرة ملك هرمز الذي يلجأ اليها عندما تهاجمه وتضيق عليه الخناق دولة أخرى، للاحتماء بها نظراً لموقعها الحصين. وأشار بولو الى ان مرفأها أو ميناءها جيد وتصل اليه سفن كبيرة من السفن التجارية الهندية التي تبيع القماش والتوابل. وأشار الى وجود القلاع على مسافة من الشاطئ، كما ان هناك قلعة تقع في موقع منيع عند مدخل خليج فلاتو لا يستطيع مركب الدخول اليها أو الخروج منها الا بإذن. ويستطيع المقيم في الحصن ان يكتشف السفن التي تمر في المنطقة.
ابن بطوطة وصف المدينة كثيراً مشيداً بأسواقها ومسجدها الذي كانت جدرانه من الكاشاني، وكان مبنياً في مكان مرتفع. وهو من عمارة الصالحة “بيبي مريم” (معنى بيبي “الحرة”). وأشار الى حسن وجودة الاسماك وطرق شيه.
زلزال: ذكر مايلز عن الأهالي ان المدينة تعرضت لزلزال مدمر قبل ثلاثمائة عام، كان السبب الرئيسي في زوال حضارتها. وان كان المؤرخون العمانيون لم يشيروا اطلاقاً الى ما أصاب هذه المدينة من دمار وانهيار سواء بوساطة زلزال أو غير ذلك.
من أجمل الآثار في قلهات المسجد الذي سمي باسم “بيبي مريم”. وقد تراوحت الاقوال حول بيبي مريم هذه، فمنهم من يقول انها مريم بنت عمران، وآخرون قالوا انها حاجة كبيرة السن قامت ببناء المسجد، فيما اشارت بعض المصادر التاريخية الى انها كانت حاكمة لقلهات ابان حكم قطب الدين تمتهن ملك هرمز في اثناء زيارة ابن بطوطة لهذه المدينة.
قلهات كانت بوابة عمان وثغره القوي على بحر العرب، وكان من يسيطر عليها يسهل عليه دخول بقية المناطق العمانية. ومن هنا نجد سعي مالك بن فهم لجعلها نقطة ارتكاز له. كذلك نعلم لماذا سعى البرتغاليون لإخضاعها قبل احتلالهم ونزولهم الى شواطئ عمان، الا ان المدينة التي بقيت آثاراً بعدما تعرضت له تعود من جديد لتثبت ان المدن المنسية لا بد ان يتذكرها العصر الحديث، وها هي مدينة حديثة تضج بالحيوية والحداثة.
المدن القديمة أو المنسية التي يطلق عليها هكذا أحياناً تنتشر على الشواطئ وفي طرق القوافل، ومن أشهرها تلك التي كانت مرفأ الزمان والمكان لحقبة كاملة ولعبت دوراً كبيراً في الحياة الإنسانية، وهي مدينة قلهات الواقعة في المنطقة الشرقية من سلطنة عمان والتي حولتها مدافع وقنابل غزاة البر والبحر الى كومة من تراب وأنقاض، وعاد الزلزال وأكمل على ما تبقى حتى محيت آثار هذه المدينة ولم يبق منها إلا القليل الذي يدل عليها.
أول عاصمة: تعد قلهات أول عاصمة سياسية لعمان قبل الاسلام عندما اتخذها مالك بن فهم موطئ قدم مع وصول جيشه وخيله وفرسانه من اليمن فنزل فيها، وبدأ اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات للمعركة الشهيرة وهي “سلوت” التي اعتبرت واحدة من أمجد الايام العمانية في التاريخ، ومن خلالها كان النصر حليفه على مرزبان الفرس وملكهم دارا بن دارا.
ورغم مرور السنوات الطويلة وحتى الآن لم يعرف كيف وصل مالك بن فهم الى قلهات سواء كان بحراً أو براً، أو حتى لماذا اتخذها مقراً أو عاصمة له بعد انتصاره على الفرس؟ إلا أن الشيء المؤكد هو أن قلهات كانت مدينة قائمة بحصونها وقلاعها وأسوارها قبل لجوء مالك بن فهم اليها. كذلك يعيد البعض اختياره قلهات لتحرير عمان من الفرس لأسباب عسكرية واستراتيجية، منها وقوع المدينة في منتصف الطريق بين اليمن من حيث جاء والمناطق العمانية الاخرى التي كان يريد التوجه اليها، وهي الداخلية والساحلية من عمان.
وقد اتخذ مالك بن فهم قلهات عاصمة له بعد يوم “سلوت” وذلك قبل 2500 عام قبل الميلاد وبقيت كذلك حتى جاء الاسلام، ففقدت هذه المدينة مكانتها السياسية وبقيت لها أهميتها العسكرية حتى فترات طويلة.
رحالة: ياقوت الحموي في معجم البلدان وصفها بأنها “فرضة بلاد عمان” لكثرة السفن الراسية في مينائها. وكانت قلهات في ايام عزها ومجدها من أجمل المدن وأهم الموانئ البحرية في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب، ومن هنا أضحت محط أنظار الرحالة من الشرق والغرب. ومن أشهر الرحالة الذين زاروها، الرحالة الايطالي المشهور ماركو بولو وهو عائد من بلاد الصين في القرن الثاني عشر الميلادي. وأكد ما قاله من زارها قبله مناعة وتحصين وقوة. كما زارها الرحالة ابن بطوطة الذي أشار الى حسن اسواقها وازدهارها التجاري. ومنذ أكثر من مائة وعشرين عاماً خلت زار قلهات المعتمد السياسي البريطاني مايلز، إلا أنه لم ير من قلهات القديمة الا ما تبقى من آثارها بعد الدمار الذي شهدته قبل ثلاثمائة عام كما نقل عن لسان الناس الذين قابلهم.
ماركو بولو وصل الى المدينة عام 1290 وسماها “قلاياتي”، مشيراً الى انها مدينة كبيرة تقع على خليج قلاتو، وتخضع تلك المنطقة لسيطرة ملك هرمز الذي يلجأ اليها عندما تهاجمه وتضيق عليه الخناق دولة أخرى، للاحتماء بها نظراً لموقعها الحصين. وأشار بولو الى ان مرفأها أو ميناءها جيد وتصل اليه سفن كبيرة من السفن التجارية الهندية التي تبيع القماش والتوابل. وأشار الى وجود القلاع على مسافة من الشاطئ، كما ان هناك قلعة تقع في موقع منيع عند مدخل خليج فلاتو لا يستطيع مركب الدخول اليها أو الخروج منها الا بإذن. ويستطيع المقيم في الحصن ان يكتشف السفن التي تمر في المنطقة.
ابن بطوطة وصف المدينة كثيراً مشيداً بأسواقها ومسجدها الذي كانت جدرانه من الكاشاني، وكان مبنياً في مكان مرتفع. وهو من عمارة الصالحة “بيبي مريم” (معنى بيبي “الحرة”). وأشار الى حسن وجودة الاسماك وطرق شيه.
زلزال: ذكر مايلز عن الأهالي ان المدينة تعرضت لزلزال مدمر قبل ثلاثمائة عام، كان السبب الرئيسي في زوال حضارتها. وان كان المؤرخون العمانيون لم يشيروا اطلاقاً الى ما أصاب هذه المدينة من دمار وانهيار سواء بوساطة زلزال أو غير ذلك.
من أجمل الآثار في قلهات المسجد الذي سمي باسم “بيبي مريم”. وقد تراوحت الاقوال حول بيبي مريم هذه، فمنهم من يقول انها مريم بنت عمران، وآخرون قالوا انها حاجة كبيرة السن قامت ببناء المسجد، فيما اشارت بعض المصادر التاريخية الى انها كانت حاكمة لقلهات ابان حكم قطب الدين تمتهن ملك هرمز في اثناء زيارة ابن بطوطة لهذه المدينة.
قلهات كانت بوابة عمان وثغره القوي على بحر العرب، وكان من يسيطر عليها يسهل عليه دخول بقية المناطق العمانية. ومن هنا نجد سعي مالك بن فهم لجعلها نقطة ارتكاز له. كذلك نعلم لماذا سعى البرتغاليون لإخضاعها قبل احتلالهم ونزولهم الى شواطئ عمان، الا ان المدينة التي بقيت آثاراً بعدما تعرضت له تعود من جديد لتثبت ان المدن المنسية لا بد ان يتذكرها العصر الحديث، وها هي مدينة حديثة تضج بالحيوية والحداثة.
أول عاصمة: تعد قلهات أول عاصمة سياسية لعمان قبل الاسلام عندما اتخذها مالك بن فهم موطئ قدم مع وصول جيشه وخيله وفرسانه من اليمن فنزل فيها، وبدأ اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات للمعركة الشهيرة وهي “سلوت” التي اعتبرت واحدة من أمجد الايام العمانية في التاريخ، ومن خلالها كان النصر حليفه على مرزبان الفرس وملكهم دارا بن دارا.
ورغم مرور السنوات الطويلة وحتى الآن لم يعرف كيف وصل مالك بن فهم الى قلهات سواء كان بحراً أو براً، أو حتى لماذا اتخذها مقراً أو عاصمة له بعد انتصاره على الفرس؟ إلا أن الشيء المؤكد هو أن قلهات كانت مدينة قائمة بحصونها وقلاعها وأسوارها قبل لجوء مالك بن فهم اليها. كذلك يعيد البعض اختياره قلهات لتحرير عمان من الفرس لأسباب عسكرية واستراتيجية، منها وقوع المدينة في منتصف الطريق بين اليمن من حيث جاء والمناطق العمانية الاخرى التي كان يريد التوجه اليها، وهي الداخلية والساحلية من عمان.
وقد اتخذ مالك بن فهم قلهات عاصمة له بعد يوم “سلوت” وذلك قبل 2500 عام قبل الميلاد وبقيت كذلك حتى جاء الاسلام، ففقدت هذه المدينة مكانتها السياسية وبقيت لها أهميتها العسكرية حتى فترات طويلة.
رحالة: ياقوت الحموي في معجم البلدان وصفها بأنها “فرضة بلاد عمان” لكثرة السفن الراسية في مينائها. وكانت قلهات في ايام عزها ومجدها من أجمل المدن وأهم الموانئ البحرية في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب، ومن هنا أضحت محط أنظار الرحالة من الشرق والغرب. ومن أشهر الرحالة الذين زاروها، الرحالة الايطالي المشهور ماركو بولو وهو عائد من بلاد الصين في القرن الثاني عشر الميلادي. وأكد ما قاله من زارها قبله مناعة وتحصين وقوة. كما زارها الرحالة ابن بطوطة الذي أشار الى حسن اسواقها وازدهارها التجاري. ومنذ أكثر من مائة وعشرين عاماً خلت زار قلهات المعتمد السياسي البريطاني مايلز، إلا أنه لم ير من قلهات القديمة الا ما تبقى من آثارها بعد الدمار الذي شهدته قبل ثلاثمائة عام كما نقل عن لسان الناس الذين قابلهم.
ماركو بولو وصل الى المدينة عام 1290 وسماها “قلاياتي”، مشيراً الى انها مدينة كبيرة تقع على خليج قلاتو، وتخضع تلك المنطقة لسيطرة ملك هرمز الذي يلجأ اليها عندما تهاجمه وتضيق عليه الخناق دولة أخرى، للاحتماء بها نظراً لموقعها الحصين. وأشار بولو الى ان مرفأها أو ميناءها جيد وتصل اليه سفن كبيرة من السفن التجارية الهندية التي تبيع القماش والتوابل. وأشار الى وجود القلاع على مسافة من الشاطئ، كما ان هناك قلعة تقع في موقع منيع عند مدخل خليج فلاتو لا يستطيع مركب الدخول اليها أو الخروج منها الا بإذن. ويستطيع المقيم في الحصن ان يكتشف السفن التي تمر في المنطقة.
ابن بطوطة وصف المدينة كثيراً مشيداً بأسواقها ومسجدها الذي كانت جدرانه من الكاشاني، وكان مبنياً في مكان مرتفع. وهو من عمارة الصالحة “بيبي مريم” (معنى بيبي “الحرة”). وأشار الى حسن وجودة الاسماك وطرق شيه.
زلزال: ذكر مايلز عن الأهالي ان المدينة تعرضت لزلزال مدمر قبل ثلاثمائة عام، كان السبب الرئيسي في زوال حضارتها. وان كان المؤرخون العمانيون لم يشيروا اطلاقاً الى ما أصاب هذه المدينة من دمار وانهيار سواء بوساطة زلزال أو غير ذلك.
من أجمل الآثار في قلهات المسجد الذي سمي باسم “بيبي مريم”. وقد تراوحت الاقوال حول بيبي مريم هذه، فمنهم من يقول انها مريم بنت عمران، وآخرون قالوا انها حاجة كبيرة السن قامت ببناء المسجد، فيما اشارت بعض المصادر التاريخية الى انها كانت حاكمة لقلهات ابان حكم قطب الدين تمتهن ملك هرمز في اثناء زيارة ابن بطوطة لهذه المدينة.
قلهات كانت بوابة عمان وثغره القوي على بحر العرب، وكان من يسيطر عليها يسهل عليه دخول بقية المناطق العمانية. ومن هنا نجد سعي مالك بن فهم لجعلها نقطة ارتكاز له. كذلك نعلم لماذا سعى البرتغاليون لإخضاعها قبل احتلالهم ونزولهم الى شواطئ عمان، الا ان المدينة التي بقيت آثاراً بعدما تعرضت له تعود من جديد لتثبت ان المدن المنسية لا بد ان يتذكرها العصر الحديث، وها هي مدينة حديثة تضج بالحيوية والحداثة.
للمدن التاريخية القديمة مكانة كبيرة، خاصة التي كانت منارة أنارت الطريق أمام المدن الأخرى التي ظهرت وازدهرت بعدها.
المدن القديمة أو المنسية التي يطلق عليها هكذا أحياناً تنتشر على الشواطئ وفي طرق القوافل، ومن أشهرها تلك التي كانت مرفأ الزمان والمكان لحقبة كاملة ولعبت دوراً كبيراً في الحياة الإنسانية، وهي مدينة قلهات الواقعة في المنطقة الشرقية من سلطنة عمان والتي حولتها مدافع وقنابل غزاة البر والبحر الى كومة من تراب وأنقاض، وعاد الزلزال وأكمل على ما تبقى حتى محيت آثار هذه المدينة ولم يبق منها إلا القليل الذي يدل عليها.
أول عاصمة: تعد قلهات أول عاصمة سياسية لعمان قبل الاسلام عندما اتخذها مالك بن فهم موطئ قدم مع وصول جيشه وخيله وفرسانه من اليمن فنزل فيها، وبدأ اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات للمعركة الشهيرة وهي “سلوت” التي اعتبرت واحدة من أمجد الايام العمانية في التاريخ، ومن خلالها كان النصر حليفه على مرزبان الفرس وملكهم دارا بن دارا.
ورغم مرور السنوات الطويلة وحتى الآن لم يعرف كيف وصل مالك بن فهم الى قلهات سواء كان بحراً أو براً، أو حتى لماذا اتخذها مقراً أو عاصمة له بعد انتصاره على الفرس؟ إلا أن الشيء المؤكد هو أن قلهات كانت مدينة قائمة بحصونها وقلاعها وأسوارها قبل لجوء مالك بن فهم اليها. كذلك يعيد البعض اختياره قلهات لتحرير عمان من الفرس لأسباب عسكرية واستراتيجية، منها وقوع المدينة في منتصف الطريق بين اليمن من حيث جاء والمناطق العمانية الاخرى التي كان يريد التوجه اليها، وهي الداخلية والساحلية من عمان.
وقد اتخذ مالك بن فهم قلهات عاصمة له بعد يوم “سلوت” وذلك قبل 2500 عام قبل الميلاد وبقيت كذلك حتى جاء الاسلام، ففقدت هذه المدينة مكانتها السياسية وبقيت لها أهميتها العسكرية حتى فترات طويلة.
رحالة: ياقوت الحموي في معجم البلدان وصفها بأنها “فرضة بلاد عمان” لكثرة السفن الراسية في مينائها. وكانت قلهات في ايام عزها ومجدها من أجمل المدن وأهم الموانئ البحرية في منطقة المحيط الهندي وبحر العرب، ومن هنا أضحت محط أنظار الرحالة من الشرق والغرب. ومن أشهر الرحالة الذين زاروها، الرحالة الايطالي المشهور ماركو بولو وهو عائد من بلاد الصين في القرن الثاني عشر الميلادي. وأكد ما قاله من زارها قبله مناعة وتحصين وقوة. كما زارها الرحالة ابن بطوطة الذي أشار الى حسن اسواقها وازدهارها التجاري. ومنذ أكثر من مائة وعشرين عاماً خلت زار قلهات المعتمد السياسي البريطاني مايلز، إلا أنه لم ير من قلهات القديمة الا ما تبقى من آثارها بعد الدمار الذي شهدته قبل ثلاثمائة عام كما نقل عن لسان الناس الذين قابلهم.
ماركو بولو وصل الى المدينة عام 1290 وسماها “قلاياتي”، مشيراً الى انها مدينة كبيرة تقع على خليج قلاتو، وتخضع تلك المنطقة لسيطرة ملك هرمز الذي يلجأ اليها عندما تهاجمه وتضيق عليه الخناق دولة أخرى، للاحتماء بها نظراً لموقعها الحصين. وأشار بولو الى ان مرفأها أو ميناءها جيد وتصل اليه سفن كبيرة من السفن التجارية الهندية التي تبيع القماش والتوابل. وأشار الى وجود القلاع على مسافة من الشاطئ، كما ان هناك قلعة تقع في موقع منيع عند مدخل خليج فلاتو لا يستطيع مركب الدخول اليها أو الخروج منها الا بإذن. ويستطيع المقيم في الحصن ان يكتشف السفن التي تمر في المنطقة.
ابن بطوطة وصف المدينة كثيراً مشيداً بأسواقها ومسجدها الذي كانت جدرانه من الكاشاني، وكان مبنياً في مكان مرتفع. وهو من عمارة الصالحة “بيبي مريم” (معنى بيبي “الحرة”). وأشار الى حسن وجودة الاسماك وطرق شيه.
زلزال: ذكر مايلز عن الأهالي ان المدينة تعرضت لزلزال مدمر قبل ثلاثمائة عام، كان السبب الرئيسي في زوال حضارتها. وان كان المؤرخون العمانيون لم يشيروا اطلاقاً الى ما أصاب هذه المدينة من دمار وانهيار سواء بوساطة زلزال أو غير ذلك.
من أجمل الآثار في قلهات المسجد الذي سمي باسم “بيبي مريم”. وقد تراوحت الاقوال حول بيبي مريم هذه، فمنهم من يقول انها مريم بنت عمران، وآخرون قالوا انها حاجة كبيرة السن قامت ببناء المسجد، فيما اشارت بعض المصادر التاريخية الى انها كانت حاكمة لقلهات ابان حكم قطب الدين تمتهن ملك هرمز في اثناء زيارة ابن بطوطة لهذه المدينة.
قلهات كانت بوابة عمان وثغره القوي على بحر العرب، وكان من يسيطر عليها يسهل عليه دخول بقية المناطق العمانية. ومن هنا نجد سعي مالك بن فهم لجعلها نقطة ارتكاز له. كذلك نعلم لماذا سعى البرتغاليون لإخضاعها قبل احتلالهم ونزولهم الى شواطئ عمان، الا ان المدينة التي بقيت آثاراً بعدما تعرضت له تعود من جديد لتثبت ان المدن المنسية لا بد ان يتذكرها العصر الحديث، وها هي مدينة حديثة تضج بالحيوية والحداثة.